اتسمت طقوسي بالغرابة عندما شاهدت فلم "أفتار" في صالة السينما
فرغم إثارة الفلم الامتناهية وحماسي المشابه لحماس بقية الناس لمشاهدة هذه المعجزة الهولوودية! ورغم موقعي في الصفوف الأمامية
ورغم ارتفاع الصوت وضخامة الشاشة الثلاية الأبعاد
فإنني بكل بساطة
غفوت
!
بالطبع لم أفوت الفلم كاملا لكنني غفوت في مقطع صغير مضجر
أو غالبا وصفته بالمضجر كعذر أبرر به غفوتي
:)
على أية حال ليس هذا هو الجزء المهم
المهم هو الوقت المتبقي الذي قضيته وأنا أشاهد الفلم وأفكر في أفكاره
لا أنكر أن الفلم كفلم أعجبني كثيرا
لكنه احتوى الكثير من الإشارات التي تثير الشفقة
من الواضح أنهم أذكياء جدا لأنهم توصلوا إلى أنه من الممكن أن تتعلق مجموعة من البشر أو أي كائنات أخرى
بكيان ما
تعلق حقيقي فتحبه وتدافع عنه ولو بثمن حياتها
لأنها ببساطة لن تستطيع العيش دون وجود هذا الكيان واعتمادها عليه
كانوا أذكياء عندما حاولوا الخروج من تعاقديتهم المؤلمة
رغم أنهم لم ينسلخوا منها تماما حتى في الفلم الخيالي
فقد ظهرت كما دائما ,فهي في حقيقتهم... لكنها هنا تجلت في العدو فقط
ما يثير الشفقة
هو أنهم حتى مع توصلهم إلى هذه الأفكار إلا أنهم لن يفهموا حقيقتها يوما
ولن يعيشوا روعة هذه المعاني
إلا لو أسلموا بالطبع
أفكار مماثلة تعتبر من البديهيات التي لايفكر فيها الفرد المسلم أساسا
فهو يعلم أنه وجميع المسلمين يعبدون إله واحد بيده كل شيء ويعلم كل شيء ويتضرعون إليه ويسألونه ويستعينون ويستعيذون به
يعبدون إله واحد ويحبونه ويخشونه وغاية أمانيهم رضاه عزوجل
وهم سيدفعون الغالي والنفيس لرضاه وللحصول على هناء العيش في الدنيا وفي الآخرة من عنده
وهم يعيشون هذا الرضا كل يوم فهو ليس خيالا بالنسبة لهم بأي شكل من الأشكال
بل هي الحقيقة التي توجههم
...
ليس خيالا أن المسلمين قلبهم واحد حتى لو كان كل جسد يبعد عن الآخر ملايين الكيلومترات
ليست معجزة خارقة للطبيعة أن يجتمع كل المسلمين من كل مكان ليدافعوا عن مقدس واحد من مقدساتهم
عن أرض من أراضيهم, عن شعب من أنفسهم
دون أن يجبرهم أحد على فعل ذلك
ليست معجزة أن يتجردوا من الماديات في سبيل ما يؤمنون به
...
أعتقد أن الفرد غير المسلم لن يفهم كل هذا لأنه ليس هناك دافعا يجبره على عيش وضع مماثل
فهو سيجده مثالية مستحيلة في عالم بشري
لذا لن يتجاوز تصويره في أفلام وروايات خيالية
...
إذا دائما وأبدا : الحمد لله الذي جعلنا مسلمين
لمن لم يفهم عما أتحدث هنا.. الحق معكم
طرحي للأفكار مشوش أعلم لأنه عبارة عن
تكميل لعملية تفكير تبعت مشاهدة الفلم
وكأنني أتوقع من القاريء أنه شاهد الفلم وفكر بنفس الطريقة
وأنه قرأ نفس الجزئية التي قرأتها من كتاب المسيري قبل مشاهدة الفلم
مما ساهم في ملاحظات وإسقاطات معينة
عذرا ..دائما أقع في مواقف كهذه
!