لا أعلم إن كانت هناك مخلوقات في كواكب أخرى تعيش كما نعيش نحن على هذه الأرض
لكنني أعلم أن هناك عوالم كثيرة في نفس العالم الذي نعيش فيه أو قريبا منه بحيث يمكننا رؤيتها
لكن أنى تراها كل الأعين .... لا تراها سوى عين تفتقد شيئا ما طوال الوقت !
أظنها تستحق أن نذكرها ولو لمرة ..
مدينة الأقمار .. مدينة قريبة من الليل .. نعم الليل الذي نعرفه
هناك تعيش كل الأقمار .. حتى قمر الأرض ....
بسطحيتنا البشرية نظن أنها موجودة دائما في السماء بينما تواجدها في سماءنا التي نراها..
ليس أكثر من وظيفة تؤديها بإخلاص كل ليلة .. ثم تعود في الصباح إلى حيث تسكن في مدينة الأقمار
فتأكل وتشرب هناك وتلعب مع أطفالها وتجلس مع بعضها البعض للحديث عنا ... عن البشر الطيبين والأشرار
عن الخيارات العجيبة التي نختارها كل يوم
عن الابتسامات والدمعات التي تظهر على وجوهنا فلا تضيء إلا بها !
ثم تنام حتى المساء وتعود لعملها من جديد ....
عالمهم هو الوحيد الذي يسمع فيه ... تصبح على خير في الصباح .. وصباح الخير في الليل !
باستثناء صديقتي التي لاتعترف إلا بـ صباح الخير في الصباح والمساء ..
وعالمهم الوحيد الذي تعني فيه كلمة الحب ... الحب ! ويكون فيه الأبيض أكثر من مجرد لون !
هذا عالم ... وهناك عالم آخر لايقل سحرا عن مدينة الأقمار ...
هذا العالم بالذات لا أستطيع رؤيته إلا من خلال نافذة طائرة ... ربما يراه غيري من مكان آخر ..
لكنني لم أجد طريقة سوى نافذة الطائرة
حتى الآن ...
إذا ما أجدت أجنحتي نفعا في يوم ما .. حينها سأستطيع رؤية مدينة الغيوم كل يوم ...
لا أعرف كثيرا عنها للسبب الذي ذكرته .. لكنني أعرف طريقة تنقلهم هناك ...
وهي عجيبة جدا ... تشبه إلى حد كبير الانتقال على متن قارب في النهر عن طريق التجديف ..
سوى أنها بالغيوم بدلا من القوارب !
هذا العالم لا يعترف أبدا بالجاذبية الأرضية ولا بأي قوانين فيزيائية أخرى ... صدقا بأي قوانين أخرى ...
وعلى عكس عالمنا تشكل فيه الأحلام الواقع بعينه ...
فقط نشترك معهم في شرب الماء العذب ...
صحيح لا أستطيع رؤية مدينة الغيوم كل يوم ... لكنني أبعث برسائل شبه يومية إليهم ويبعثون بدورهم ....
بالأمس وصلني بريد منهم ... فتحته فقرأت فيه حلما أزرقا تفوح منه رائحة العمق فأسكرتني حتى ضحكت !
هذه بعض المعلومات التي تثري ثقافتنا ..
عندما أقول مدينة فالمعنى يختلف تماما عن المعنى الذي نعرفه ... فالمدينة ليست جزءا هناك ... بل الدول هي الأجزاء من المدينة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق