منذ متى وأنا أشرب القهوة!
بل أي تعويذة هذه التي جعلتني أعدها بنفسي!
رغم أنني أعددتها كما أعد أي شيء في المطبخ ... المقادير بالإحساس !
حمدا لله أنني الوحيدة التي ستشرب منها!
لا أعلم لمَ أشعر برغبة كبيرة في البكاء ؟
ألأنني أنهيت رحلتي في رحلة المسيري البارحة ؟ فأشعر كما لو أنني ودعتُ أحدا تعلقت به إلى حد كبير؟
أشعر كما لو أنه ليس هناك ما أريد قراءته ... لن يقنعني أي كتاب بعد هذا...
لكنني أخبرته في نهاية الرحلة بأن هذه الرحلة لن تغدو من الذكريات أبدا.... بل إنني منذ بدايتها وإلى ما شاء الله سأعيش فيها ...
لن يكون هذا الكتاب كتابا يبقى على الرف فقد تمت قراءته! أبدا !
ربما أنا أشعر بالقلق على والدي ... عد يا أبي
تبا للدموع ! أين المناديل؟!
عني أحاول ألا أتخيل إلا أسبابا هينة بسيطة , لا أريد تهويل الأمر ...
لكن يقتلني قلق أمي وعماتي ...
ربّ أفرغ علينا صبرا
أفتقد في نفسي اللامبالاة , وأفتقد أن أنظر إلى الكون بوردية وأحب كل الناس!
أفتقد أن لا أفكر في كل لحظة بشيء يتوجب علي فعله وأن أتعامل مع المواقف واللحظات بعفوية وبدون تفكير مسبق...
أفتقد أن أقول ببساطة ما يخطر لي قوله , وألا أكتم شيئا معتبرة فهم الناس وظنونهم !
أفتقد أن أواسي صديقاتي وأخبرهم بأن كل شيء على مايرام وأنهم يهولون المواقف ويسيئون الظن في الناس..
لكن كيف لي أن أقول لإحداهن أمرا مماثلا الآن وأنا لم أعد أعتقد أن ماأقوله حقيقيا ... !
أفتقد أن تصدمني الأخبار السيئة والأشخاص الغير طيبين...
أفتقد أن أضيع في الأفكار والمشاعر ...
أفتقد أن أصاب بالجنون ولا أكترث!
أفتقد أن أرسم شيئا أو أصور دمية أو وردة صغيرة أحضرتها من شجرة عند بوابة المطعم الصيني لتصويرها فقط ,أو حلوى وضعت لها عينين أو نملة ! وأقضي ساعات في ذلك دون أشعر بسخافة الموضوع وضياع الوقت...
أفتقد عالم الخيوط والأساور المعجزة التي كنت أقضي الأيام والليالي لصنعها وأفرح بكل واحدة منها!
أفتقد أن أعيش أيامي بدون جهاز كمبيوتر ولا يحدث الموضوع أي فرق..
أفتقد أن أخاف من دخول الصيدلية وحدي...
أفتقد أن أكره القهوة والشاي وكل ما يحبه الكبار!
ليس أنني لا أعجبني الآن .. فقط أفتقد ولايعني هذا أنني أريد أن تعود الأمور كما كانت ...
بل إنني سأكره ذلك وربما أفكر في الانتحار لو أنني بهذا العمر وتلك الصفات!
ولعلني لم أفقد كل ذلك فعلا , لكن تجلياته لاتظهر بنفس الشكل ....
من الجيد على أي حال محاولة استرجاع بعض المظاهر ...
كما سأفعل الآن وأضغط على زر نشر لهذا الذي كتبته أحدث فيه نفسي !